في ذكرى رحيلها.. محسنة توفيق موهبة فريدة ظلمتها السياسة‎

في فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، لم تخاف الفنانة الراحلة من التعبير عن رأيها بكل حُرية، وأعلنت اعتراضها على العديد من المواقف السياسية له، وتم اعتقالها بالفعل، ولكنها بذات الوقت أشادت بمواقفه الإنسانية، حيث أوضحت في لقاء تلفزيوني عام 2000، أن الرئيس الراحل حينما علم باعتقالها لأسباب سياسية منحها وسام الدولة للفنون والعلوم من الدرجة الأولى، وجتء ذلك عام 1969.

ولأن محسنة توفيق شخصيتها قوية، وتُحب تُعبر عن رأيها في كل موقف سياسي يحدث في البلد، قررت أن تخرج عن صمتها حينما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يعقد معاهدة السلام التي أبرمها مع إسرائيل، كشفت رأيها في ذلك الأمر مُعلنة اعتراضها، ووصفت يوم ذهاب الرئيس إلى مطار تل أبيب، بأنه أسوأ يوم في حياتها.

نضال الفنان الراحلة كان بداخلها حتى آخر يوم في عُمرها، بالرغم أن عُمر محسنة توفيق في فترة 25 يناير عام 2011 كان حينها 70 عامًا إلا أنها قررت أن تنزل وتشارك في الثورة، وتحدثت في العديد من اللقاءات التلفزيونية وهاجمت الموقف السلبي لعدد من المواطنين المصريين لعدم مشاركتهم بالثورة.

تحدثت الفنانة الراحلة في آخر ندوة حضرتها بمهرجان أسوان قبل أشهر من وفاتها، وقالت إنها تم استبعادها من المشاركات في الأعمال التلفزيونية بسبب مواقفها السياسية، وأضافت قائلة: طُلب مني تغيير مواقفي السياسية، لكنني لم أفعل، فقد كنت دائمًا أسأل نفسي عن سبب تظاهر العمال والطلبة منذ أن كنت صغيرة، وعرفت أنهم عانوا من الضغط والكبت وسوء المعيشة، وظلت حكايات كتلك تلازمني في حياتي ودائما أنظر إلى الظروف والأوضاع وآخذ بالأسباب".

رحلت  محسنة توفيق، عن عالمنا عن عُمر ناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض في مثل هذا اليوم 6 مايو عام 2019، تاركةَ للجمهور مسيرة حافلة بالأعمال الفنية المتنوعة ما بين السينما والدراما والمسرح، والمتخطي عددهم 70 عملًا.